فصل: الفصل التاسع والعشرون علم أسرار الحروف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» **


  الفصل الثامن والعشرون علوم السحر والطلسمات

هي علوم بكيفية استعدادات تقتدر النفوس البشرية بها على التأثيرات في عالم العناصر‏:‏ إما بغير معين أو بمعين من الأمور السماوية والأول هو ال‏!‏ سر والثاني هو الطلسمات‏.‏ ولما كانت هذه العلوم مهجورة عند الشرائع لما فيها من الضرر ولما يشترط فيها من الوجهة إلى غير الله من كوكب أو غيره كانت كتبها كالمفقودة بين الناس‏.‏ إلا ما وجد فى كتب الأمم الأقدمين فيما قبل نبوة موسى عليه السلام مثل النبط والكلدانيين فإن جميع من تقدمه من الأنبياء لم يشرعوا الشرائع ولا جاؤوا بالأحكام إنما كانت كتبهم مواعظ وتوحيداً لله وتذكيراً بالجنة والنار‏.‏ وكانت هذه العلوم في أهل بابل من السريانيين والكلدانيين وفي أهل مصر من القبط وغيرهم‏.‏ وكان لهم فيها التآليف والآثار‏.‏ ولم يترجم لنا من كتبهم فيها إلا القليل مثل الفلاحة النبطية لابن وحشية من أوضاع أهل بابل فأخذ الناس منها هذا العلم وتفننوا فيه‏.‏ ووضعت بعد ذلك الأوضاع مثل مصاحف الكواكب السبعة وكتاب طمطم الهندي في صور الدرج والكواكب وغيرها‏.‏ ثم ظهر بالمشرق جابر بن حيان كبير السحرة في هذه الملة فتصفح كتب القوم واستخرج الصناعة وغاص في زبدتها واستخرجها ووضع فيها عدة من التآليف‏.‏ وأكثر الكلام فيها وفي صناعة السيمياء لأنها من توابعها ولأن إحالة الأجسام النوعية من صورة إلى أخرى إنما تكون بالقوة النفسية لا بالصناعة العملية فهو من قبيل السحر كما نذكره في موضعه‏.‏ ثم جاء مسلمة بن أحمد المجريطي إمام أهل الأندلس في التعاليم والسحريات فلخص جميع تلك الكتب وهذبها وجمع طرقها في كتابه الذي سماه غاية الحكيم ولم يكتب أحد في هذا العلم بعده‏.‏ ولنقدم هنا مقدمة يتبثين لك منها حقيقة السحر وذلك أن النفوس البشرية وإن كانت واحدة بالنوع فهي مختلفة بالخواص‏.‏ وهي أصناف كل صنف مختص بخاصية واحده بالنوع لا توجد في الصنف الآخر‏.‏ وصارت تلك الخواص فطرة وجبلة لصنفها‏.‏ فنفوس الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لها خاصية تستعد بها للانسلاخ من الروحانية البشرية إلى الروحانية الملكية حتى يصير ملكاً في تلك اللمحة التي انسلخت فيها‏.‏ وهذا هو معنى الوحي كما مر في موضعه وهي في تلك الحالة محلة للمعرفة الربانية ومخاطبة الملائكة عليهم السلام عن الله سبحانه وتعالى كما مر‏.‏ وما يتبع ذلك من التأثير في الأكوان‏.‏ ونفوس السحرة لها خاصية التأثير في الأكوان واستجلاب روحانية الكواكب للتصرف فيها والتأثير بقوة نفسانية أو شيطانية‏.‏ فأما تأثير الأنبياء فمدد إلهي وخاصية ربانية‏.‏ ونفوس الكهنة لها خاصية الاطلاع على المغيبات بقوى شيطانية‏.‏ وهكذا كل صنف مختص بخاصية لا توجد في الآخر‏.‏ والنفوس الساحرة على مراتب ثلاثة يأتي شرحها‏:‏ فأوله المؤثرة بالهمة فقط من غير آلة ولا معين وهذا هو الذي تسميه الفلاسفة السحر والثاني بمعين من مزاج الأفلاك أو العناصر أو خواص الأعداد ويسمونه الطلسمات وهو أضعف رتبة من الأولى والثالث تأثير في القوى المتخيلة‏.‏ يعمد صاحب هذا التأثير إلى القوى المتخيلة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقي فيها أنواعاً من الخيالات والمحاكاة وصوراً مما يقصده من ذلك ثم ينزلها إلى الحس من الراؤون بقوة نفسه المؤثرة فيه فينظرها الراؤون كأنها في الخارج وليس هناك شيء من ذلك كما يحكى عن بعضهم أنه يري البساتين والأنهار والقصور وليس هناك شيء من ذلك‏.‏ ويسمى هذا عند الفلاسفة الشعوذة أو الشعبذة‏.‏ هذا تفصيل مراتبه‏.‏ ثم هذه الخاصية تكون في الساحر بالقوة شأن القوى البشرية كلها‏.‏ وإنما تخرج إلى الفعل بالرياضة‏.‏ ورياضة السحر كلها إنما تكون بالتوجه إلى الافلاك والكواكب والعوالم العلوية والشياطين بأنواع التعظيم والعبادة والخضوع والتذلل فهي لذلك وجهة إلى غير الله وسجود له‏.‏ والوجهة إلى غير الله كفر‏.‏ فلهذا كان السحر كفراً والكفر من مواده وأسبابه كما رأيت‏.‏ ولهذا اختلف الفقهاء في قتل الساحر هل هو لكفره السابق على فعله أو لتصرفه بالإفساد وما ينشأ عنه من الفساد في الأكوان والكل حاصل منه‏.‏ ولما كانت المرتبتان الأوليان من السحر لها حقيقة في الخارج والمرتبة الأخيرة الثالثة لا حقيقة لها اختلف العلماء في السحر‏:‏ هل هو حقيقة أو إنما هو تخييل فالقائلون بأن له حقيقة نظروا إلى المرتبتين الأوليين والقائلون بأن لا حقيقة له نظروا إلى المرتبة الثالثة الأخيرة‏.‏ فليس بينهم اختلاف في نفس الأمر بل إنما جاء من قبل اشتباه هذه المراتب‏.‏ والله أعلم‏.‏ واعلم أن وجود السحر لا مرية فيه بين العقلاء من أجل التأثير الذي ذكرناه وقد نطق به القرآن‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏"‏ ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ‏"‏‏.‏ وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله وجعل سحره في مشط ومشاقة وجف طلعة ودفن في بئر ذروان فأنزل الله عز وجل عليه في المعوذتين‏:‏ ‏"‏ ومن شر النفاثات في العقد ‏"‏‏.‏ قالت عائشة رضي الله عنها‏:‏ فكان لا يقرا على عقدة من تلك العقد التي سحر فيها إلا انحلت‏.‏ وأما وجود السحر في أهل بابل وهم الكلدانيون من النبط والسريانين فكثير ونطق به القرآن وجاءت به الأخبار‏.‏ وكان للسحر في بابل ومصر أزمان بعثة موسى عليه السلام أسواق نافقة‏.‏ ولهذا كانت معجزة موسى من جنس ما يدعون ويتناغون فيه وبقي من آثار ذلك في البرابي بصعيد مصر شواهد دالة على ذلك‏.‏ ورأينا بالعيان من يصور صورة الشخص المسحور بخواص أشياء مقابلة لما نواه وحاوله موجودة بالمسحور وأمثال تلك المعاني من أسماء وصفات في التآليف والتفريق‏.‏ ثم يتكلم على تلك الصورة التي أقامها مقام الشخص المسحور عيناً أو معنى‏.‏ ثم ينفث من ريقه بعد اجتماعه في فيه بتكرير مخارج تلك الحروف من الكلام السوء ويعقد على ذلك المعنى في سبب أعده لذلك تفاؤلاً بالعقد واللزام وأخذ العهد على من أشرك به من الجن في نفثه في فعله ذلك استشعاراً للعزيمة بالعزم‏.‏ ولتلك البنية والأسماء السيئة خبيثة تخرج منه مع النفخ متعلقة بريقه الخارج من فيه بالنفث فتنزل عنها أرواح خبيثة ويقع عن ذلك بالمسحور ما يحاوله الساحر‏.‏ وشاهدنا أيضاً من المنتحلين للسحر وعمله من يشير إلى كساء أو جلد ويتكلم عليه في سره فإذا هو مقطوع متخرق‏.‏ ويشير إلى بطون الغنم كذلك في مراعيها بالبعج فإذا أمعاؤها ساقطة من بطونها إلى الارض‏.‏ وسمعنا أن بأرض الهند لهذا العهد من يشير إلى إنسان فيتحتت قلبه ويقع ميتاً وينقب عن قلبه فلا يوجد في حشاه ويشير إلى الرمانة وتفتح فلا يوجد من حبوبها شيء‏.‏ وكذلك سمعنا أن بأرض السودان وأرض الترك من يسحر السحاب فتمطر الأرض المخصوصة‏.‏ وكذلك رأينا من عمل الطلسمات عجائب في الأعداد المتحابة وهي‏:‏ رك رف د أحد العددين مائتان وعشرون والآخر مائتان وأربعة وثمانون ومعنى المتحابة أن أجزاء كل واحد التي فيه من نصف وثلث وربع وسدس وخمس وأمثالها إذا جمع كان مساوياً للعدد الآخر صاحبه فتسمى لأجل ذلك المتحابة‏.‏ ونقل أصحاب الطلسمات أن لتلك الأعداد أثراً في الألفة بين المتحابين واجتماعهما إذا وضع لهما تمثالان‏.‏ أحدهما بطالع الزهرة وهي في بيتها أو شرفها ناظرة إلى القمر نظر مودة وقبول ويجعل طالع الثاني سابع الأول ويوضع على أحد التمثالين أحد العددين والآخر على الآخر‏.‏ ويقصد بالأكثر الذي يراد ائتلافه أعني المحبوب ما أدري الأكثر كمية أو الأكثر أجزاء فيكون لذلك من التآليف العظيم بين المتحابين ما لا يكاد ينفك أحدهما عن الآخر‏.‏ قاله صاحب الغاية وغيره من أئمة هذا الشأن وشهدت له التجربة‏.‏ وكذا طابع الأسد ويسمى أيضاً طابع الحصى وهو أن يرسم في قالب هند إصبع صورة أسد شائلاً ذنبه عاضاً على حصاة قد قسمها بنصفين وبين يديه صورة حية منسابة من رجليه إلى قبالة وجهه فاغرة فاها إلى فيه وعلى ظهره صورة عقرب تدب‏.‏ ويتحين برسمه حول الشمس بالوجه الأول أو الثالث من الأسد بشرط صلاح النيرين وسلامتهما من النحوس‏.‏ فإذا وجد ذلك وعثر عليه طبع في ذلك الوقت في مقدار المثقال فما دونه من الذهب وغمس بعد في الزعفران محلولاً بماء الورد ورفع في خرقة حرير صفراء فإنهم يزعمون أن لممسكه من العز على السلاطين في مباشرتهم وخدمتهم وتسخيرهم له ما لا يعبر عنه‏.‏ وكذلك للسلاطين فيه من القوة والعزعلى من تحت أيديهم ذكر ذلك أيضاً أهل هذا الشأن في الغاية وغيرها وشهدت له التجربة‏.‏ وكذلك وفق المسدس المختص بالشمس ذكروا أنه يوضع عند حلول الشمس في شرفها وسلامتها من النحوس وسلامة القمر بطالع ملوكي يعتبر فيه نظر صاحب العاشر لصاحب الطالع نظر مودة وقبول ويصلح فيه ما يكون في مواليد الملوك من الأدلة الشريفة ويرفع في خرقة حرير صفراء بعد أن يغمس في الطيب‏.‏ فزعموا أن له أثراً في صحابة الملوك وخدمتهم ومعاشرتهم‏.‏ وأمثال ذلك كثير‏.‏ وكتاب الغاية لمسلمة بن أحمد المجريطي هو مدونة هذه الصناعة وفيه استيفاؤها وكمال مسائلها‏.‏ وذكر لنا‏:‏ أن الإمام الفخر بن الخطيب وضع كتاباً في ذلك وسماه بالسر المكتوم وأنه بالمشرق يتداوله أهله ونحن لم نقف عليه والإمام لم يكن من أئمة الشأن فيما نظن ولعل الأمر بخلاف ذلك‏.‏ وبالمغرب صنف من هؤلاء المنتحلين لهذه الأعمال السحرية يعرفون بالبعاجين وهم الذين ذكرت أولاً أنهم يشيرون إلى الكساء أو الجلد فيتخرق ويشيرون إلى بطون الغنم بالبعج فينبعج‏.‏ ويسمى أحدهم لهذا العهد باسم البعاج لأن أكثر ما ينتحل من السحر بعج الأنعام يرهب بذلك أهلها ليعطوه من فضلها وهم متسترون بذلك في الغاية خوفاً على أنفسهم من الحكام‏.‏ لقيت منهم جماعة وشاهدت من أفعالهم هذه بذلك وأخبروني أن لهم وجهة ورياضة خاصة بدعوات كفرية وإشراك لروحانية الجن والكواكب سطرت فيها صحيفة عندهم تسمى الخزيرية يتدارسونها وأن بهذه الرياضة والوجهة يصلون إلى حصول هذه الأفعال لهم وأن التأثير الذي لهم إنما هو فيما سوى الإنسان الحر من المتاع والحيوان والرقيق ويعبرون عن ذلك بقولهم إنما نفعل فيما يمشي فيه الدرهم أي ما يملك ويباع ويشترى من سائر المتملكات هذا ما زعموه‏.‏ وسألت بعضهم فأخبرني به‏.‏ وأما أفعالهم فظاهرة موجودة وقفنا على الكثير منها وعاينتها من غير ريبة في ذلك‏.‏ هذا شأن السحر والطلسمات وآثارهما في العالم فأما الفلاسفة ففرقوا بين السحر والطلمسات بعد أن أثبتوا أنهما جميعا أثر للنفس الإنسانية واستدلوا على وجود الأثر للنفس الإنسانية بأن لها آثاراً في بدنها على غير المجرى الطبيعي وأسبابه الجسمانية بل آثار عارضة من كيفيات الأرواح تارة كالسخونة الحادثة عن الفرح والسرور ومن جهة التصورات النفسانية أخرى كالذي يقع من قبل التوهم‏.‏ فإن الماشي على حرف حائط أو على جبل منتصب إذا قوي عنده توهم السقوط سقط بلا شك‏.‏ ولهذا تجد كثيراً من الناس يعودون أنفسهم ذلك بالدربة عليه حتى يذهب عنهم هذا الوهم فتجدهم يمشون على حرف الحائط والحبل المنتصب ولا فثبت أن ذلك من آثار النفس الإنسانية وتصورها للسقوط من أجل الوهم‏.‏ وإذا كان ذلك أثراً للنفس في بدنها من غير الأسباب الجسمانية الطبيعية فجائز أن يكون لها مثل هذا الأثر في غير بدنها إذ نسبتها إلى الأبدان في ذلك النوع من التأثير واحدة لأنها غيرحالة في البدن ولا منطبعة فيه فثبت أنها مؤثرة في سائر الأجسام‏.‏ وأما التفرقة عندهم بين السحر والطلمسات فهو أن السحر لا يحتاج الساحر فيه إلى معين وصاحب الطلسمات يستعين بروحانيات الكواكب وأسرار الأعداد وخواص الموجودات وأوضاع الفلك المؤثرة في عالم العناصر كما يقوله المنجمون ويقولون‏:‏ السحر اتحاد روح بروح والطلسم اتحاد روح بجسم ومعناه عندهم ربط الطبائع العلوية السماوية بالطبائع السفلية‏.‏ والطبائع العلوية هي روحانيات الكواكب ولذلك يستعين صاحبه في غالب الأمر بالنجامة‏.‏ والساحر عندهم غير مكتسب لسحره بل هو مفطور عندهم على تلك الجبلة المختصة بذلك النوع من التأثير‏.‏ والفرق عندهم بين المعجزة والسحر أن المعجزة قوة إلهية تبعث في النفس ذلك التأثير فهو مؤيد بروح الله على فعله ذلك‏.‏ والساحر إنما يفعل ذلك من عند نفسه وبقوته النفسانية وبإمداد الشياطين في بعض الأحوال فبينهما الفرق في المعقولية والحقيقة والذات في نفس الأمر وإنما نستدل نحن على التفرقة بالعلامات الظاهرة وهي وجود المعجزة لصاحب الخير وفي مقاصد الخير وللنفوس المتمحصة للخير والتحدي بها على دعوى النبوة‏.‏ والسحر إنما يوجد لصاحب الشر وفي أفعال الشر في الغالب من التفريق بين الزوجين وضرر الأعداء وأمثال ذلك وللنفوس المتمحصة للشر‏.‏ هذا هو الفرق بينهما عند الحكماء الإلهيين‏.‏ وقد يوجد لبعض المتصوفة وأصحاب الكرامات تأئير أيضاً في أحوال العالم وليس معدوداً من جنس السحر وإنما هو بالإمداد الإلهي لأن طريقتهم ونحلتهم من آثار النبوة وتوابعها‏.‏ ولهم في المدد الإلهي حظ عظيم على قدر حالهم وإيمانهم وتمسكهم بكلمة الله‏.‏ وإذا اقتدر أحد منهم على أفعال الشر فلا يأتيها لأنه متقيد فيما يأتيه ويذره للأمر الإلهي‏.‏ فما لا يقع لهم فيه الإذن لا يأتونه بوجه ومن أتاه منهم فقد عدل عن طريق الحق وربما سلب حاله‏.‏ ولما كانت المعجزة بإمداد روح الله والقوى الإلهية فلذلك لا يعارضها شيء من السحر‏.‏ وانظر شأن سحرة فرعون مع موسى في معجزة العصا كيف تلقفت ما كانوا يأفكون وذهب سحرهم واضمحل كأن لم يكن‏.‏ وكذلك لما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم في المعوذتين ومن شر النفاثات في العقد‏.‏ قالت عائشة رضي الله عنها‏:‏ فكان لا يقرؤها على عقدة من العقد التي سحر فيها إلا انحلت‏.‏ فالسحر لا يثبت مع اسم الله وذكره بالهمة الإيمانية‏.‏ وقد نقل المؤزخون أن زركش كاويان وهي راية كسرى كان فيها الوفق المئيني العددي منسوجاً بالذهب في أوضاع فلكية رصدت لذلك الوفق‏.‏ ووجدت الراية يوم قتل رستم بالقادسية واقعة على الأرض بعد انهزام أهل فارس وشتاتهم‏.‏ وهو فيما يزعم أهل الطلسمات والأوفاق مخصوص بالغلب في الحروب وأن الراية التي يكون فيها أو معها لا تنهزم اصلاً‏.‏ إلا أن هذه عارضها المدد الإلهي من إيمان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمسكهم بكلمة الله فانحل معها كل عقد سحري ولم يثبت وبطل ما كانوا يعملون‏.‏ وأما الشريعة فلم تفرق بين السحر والطلسمات والشعبذة وجعلته كله باباً واحداً محظوراً‏.‏ لأن الأفعال إنما أباح لنا الشارع منها ما يهمنا في ديننا الذي فيه صلاح آخرتنا أو في معاشنا الذي فيه صلاح دنيانا وما لاديهمنا في شيء منهما‏.‏ فإن كان فيه ضرر أو نوع ضرر كالسحر الحاصل ضرره بالوقوع ويلحق به الطلسمات لأن آثرهما واحد كالنجامة التي فيها نوع ضرر باعتقاد التأثير فتفسد العقيدة الإيمانية برد الأمور إلى غير الله فيكون حينئذ ذلك الفعل محظوراً على نسبته في الضرر‏.‏ وإن لم يكن مهماً علينا ولا فيه ضرر فلا أقل من تركه قربة إلى الله فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه‏.‏ فجعلت الشريعة باب السحر والطلسمات والشعوذة باباً واحداً لما فيها من الضرر وخصته بالحظر والتحريم‏.‏ واما الفرق عندهم بين المعجزة والسحر فالذي ذكره المتكلمون أنه راجع إلى التحدي وهو دعوى وقوعها على وفق ما ادعاه‏.‏ قالوا‏:‏ والساحر مصروف عن مثل هذا التحدي فلا يقع منه‏.‏ ووقوع المعجزة على وفق دعوى الكاذب غير مقدور لأن دلالة المعجزة على الصدق عقلية لأن صفة نفسها التصديق فلو وقعت مع الكذب لاستحال الصادق كاذباً وهو محال فإذاً لا تقع المعجزة مع الكاذب بإطلاق‏.‏ وأما الحكماء فالفرق بينهما عندهم كما ذكرناه فرق ما بين الخير والشر في نهاية الطرفين‏.‏ فالساحر لا يصدر منه الخير ولا يستعمل في أسباب الخير وصاحب المعجزة لا يصدر منه الشر ولا يستعمل في أسباب الشر وكأنهما على طرفي النقيض في أصل فطرتهما‏.‏ والله يهدي من يشاء وهو القوي العزيز لارب سواه‏.‏ ومن قبيل هذه التأثيرات النفسانية الإصابة بالعين وهو تأثير من نفس المعيان عندما يستحسن بعينه مدركاً من الذوات أو الأحوال ويفرط في استحسانه وينشأ عن ذلك الاستحسان حسد يروم معه سلب ذلك الشيء عمن اتصف به فيؤثر فساده‏.‏ وهو جبلة فطرية أعني هذه الإصابة بالعين‏.‏ والفرق بينها وبين التأثيرات النفسانية أن صدوره فطري جبلي لا يتخلف ولا يرجع اختياز صاحبه ولا يكتسبه وسائر التأثيرات وإن كان منها ما لا يكتسب فصدورها راجع إلى اختيار فاعلها والفطري منها قوة صدورها لا نفس صدورها ولهذا قالوا‏:‏ القاتل بالسحر أو بالكرامة يقتل والقاتل بالعين لا يقتل‏.‏ وما ذلك إلا لأنه ليس مما يريده ويقصده أو

  الفصل التاسع والعشرون علم أسرار الحروف

وهو المسمى لهذا العهد بالسيميا‏.‏ نقل وضعه من الطلسمات إليه في اصطلاح أهل التصرف من المتصوفة فاستعمل استعمال العام في الخاص‏.‏ وحدث هذا العلم في الملة بعد صدرمنها وعند ظهور الغلاة من التصوفة وجنوحهم إلى كشف حجاب الحس وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر وتدوين الكتب والاصطلاحات ومزاعمهم في تنزل الوجود عن الواحد وترتيبه‏.‏ وزعموا أن الكمال الأسمائي مظاهره أرواح الأفلاك والكواكب وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في الأسماء فهي سارية في الأكوان على هذا النظام‏.‏ والأكوان من لدن الإبداع الأول تتنقل في أطواره وتعرب عن أسراره فحدث لذلك علم أسرار الحروف وهو من تفاريع علم السيمياء لا يوقف على موضوعه ولا تحاط بالعدد مسائله‏.‏ تعددت فيه تآليف البوني وابن العربي وغيرهما ممن اتبع آثارهما‏.‏ وحاصله عندهم وثمرته تصرف النفوس الربانية في عالم الطبيعة بالأسماء الحسنى والكلمات الإلهية الناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرار السارية في الأكوان‏.‏ ثم اختلفوا في سر التصرف الذي في الحروف بما هو‏:‏ فمنهم من جعله للمزاج الذي فيه وقسم الحروف بقسمة الطبائع إلى أربعة أصناف كما للعناصر‏.‏ واختصت كل طبيعة بصنف من الحروف يقع التصرف في طبيعتها فعلاً وانفعالاً بذلك الصنف فتنوعت الحروف بقانون صناعي يسمونه التكسير إلى نارية وهوائية ومائية وترابية على حسب تنوع العناصر فالألف للنار والباء للهواء والجيم للماء والدال للتراب‏.‏ ثم ترجع كذلك على التوالي من الحروف والعناصر إلى أن تنفد‏.‏ فتعين لعنصر النار حروف سبعة‏:‏ الألف والهاء والطاء والميم والفاء والسين والذال وتعين لعنصر الهواء سبعة أيضا‏:‏ الباء والواو والياء والنون والضاد والتاء والظاء وتعين لعنصر الماء أيضاً سبعة‏:‏ الجيم والزاي والكاف والصاد والقاف والثاء والغين وتعين لعنصر التراب أيضاً سبعة‏:‏ الدال والحاء واللام والعين والراء والخاء والشين‏.‏ والحروف النارية لدفع الأمراض الباردة ولمضاعفة قوة الحرارة حيث تطلب مضاعفتها إما حساً أو حكماً كما في تضعيف قوى المريخ في الحروب والقتل والفتك‏.‏ والمائية أيضاً لدفع الأمراض الحارة من حميات وغيرها ولتضعيف القوى الباردة حيث تطلب مضاعفتها حساً أوحكماً كتضعيف قوى القمر وأمثال ذلك‏.‏ ومنهم من جعل سر التصرف الذي في الحروف للنسبة العددية‏:‏ فإن حروف أبجد دالة على أعدادها المتعارفة وضعاً وطبعاً فبينها من أجل تناسب الأعداد تناسب في نفسها أيضاً كما بين الباء والكاف والراء لدلالتها كلها على الاثنين كل في مرتبته فالباء على اثنين في مرتبة الآحاد والكاف على اثنين في مرتبة العشرات والراء على اثنين في مرتبة المئين‏.‏ وكالذي بينها وبين الدال والميم والتاء لدلالتها على الأربعة وبين الأربعة والاثنين نسبة الضعف‏.‏ وخرج للأسماء أوفاق كما للأعداد يختص كل صنف من الحروف بصنف من الأوفاق الذي يناسبه من حيث عدد الشكل أو عدد الحروف وامتزج التصرف من السر الحرفي والسر العددي لأجل التناسب الذي بينهما‏.‏ فأفا سر التناسب الذي بين هذه الحروف وأمزجة الطبائع أو بين الحروف والأعداد فأمر عسير على الفهم إذ ليس من قبيل العلوم والقياسات وإنما مستندهم فيه الذوق والكشف‏.‏ قال البوني‏:‏ ولا تظن أن سر الحروف مما يتوصل إليه بالقياس العقلي وإنما هو بطريق المشاهدة والتوفيق الإلهي‏.‏ وأما التصرف في عالم الطبيعة بهذه الحروف والأسماء المركبة فيها وتأثر الأكوان عن ذلك فأمر لا ينكر لثبوته عن كثير منهم تواتراً‏.‏ وقد يظن أن تصرف هؤلاء وتصرف أصحاب الطلسمات واحد وليس كذلك فإن حقيقة الطلسم وتأثيره على ما حققه أهله أنه قوى روحانية من جوهر القهر تفعل فيما له ركب فعل غلبة وقهر بأسرار فلكية ونسب عددية وبخورات جالبات لروحانية ذلك الطلسم مشدودة فيه بالهمة فائدتها ربط الطبائع العلوية بالطبائع السفلية وهو عندهم كالخميرة المركبة من هواثية وأرضية ومائية ونارية حاصلة في جملتها تخيل وتصرف ما حصلت فيه إلى ذاتها وتقلبه إلى صورتها‏.‏ وكذلك الإكسير للأجسام المعدنية كالخميرة تقلب المعدن الذي تسري فيه إلى نفسها بالإحالة‏.‏ ولذلك يقولون موضوع الكيمياء جسد في جسد لأن الإكسير أجزاؤه كلها جسدانية‏.‏ ويقولون‏:‏ موضوع الطلسم روح في جسد لأنه ربط الطبائع العلوية بالطبائع السفلية‏.‏ والطبائع السفلية جسد والطبائع العلوية روحانية‏.‏ وتحقيق الفرق بين تصرف أهل الطلسمات وأهل الأسماء بعد أن تعلم أن التصرف في عالم الطبيعة كله إنما هو للنفس الإنسانية والهمم البشرية أن النفس الإنسانية محيطة بالطبيعة وحاكمة عليها بالذات إلا أن تصرف أهل الطلسمات إنما هو في استنزال روحانية الأفلاك وربطها بالصور أو بالنسب العددية حتى يحصل من ذلك نوع مزاج يفعل الإحالة والقلب بطبيعته فعل الخميرة فيما حصلت فيه‏.‏ وتصرف أصحاب الأسماء إنما هو بما حصل بهم بالمجاهدة والكشف من النور الإلهي والإمداد الرباني فيسخر الطبيعة لذلك طائعة غير مستعصية ولا يحتاج إلى مدد من القوى الفلكية ولا غيرها لأن مدده أعلى منها‏.‏ ويحتاج أهل الطلسمات إلى قليل من الرياضة تفيد النفس قوة على استنزال روحانية الأفلاك‏.‏ وأهون بها وجهة ورياضة‏.‏ بخلاف أهل الأسماء فإن رياضتهم هي الرياضة الكبرى وليست لقصد التصرف في الأكوان إذ هو حجاب‏.‏ وإنما التصرف حاصل لهم بالعرض كرامة من كرامات الله لهم‏.‏ فإن خلا صاحب الأسماء عن معرفة أسرار الله وحقائق الملكوت الذي هو نتيجة المشاهدة والكشف واقتصر على مناسبات الأسماء وطبائع الحروف والكلمات وتصرف بها من هذه الحيثية وهؤلاء هم أهل السيمياء في المشهور - كان إذاً لا فرق بينه وبين صاحب الطلسمات بل صاحب الطلسمات أوثق منه لأنه يرجع إلى أصول طبيعية علمية وقوانين مرتبة‏.‏ وأما صاحب أسرار الأسماء إذا فاته الكشف الذي يطلع به على حقائق الكلمات وآثار المناسبات بفوات الخلوص في الوجهة وليس له في العلوم الاصطلاحية قانون برهاني يعول عليه يكون حاله أضعف رتبة‏.‏ وقد يمزج صاحب الأسماء قوى الكلمات والأسماء بقوى الكواكب فيعين لذكر الأسماء الحسنى أو ما يرسم من أوفاقها بل ولسائر الأسماء أوقاتاً تكون من حظوظ الكوكب الذي يناسب ذلك الاسم كما فعله البوني في كتابه الذي سماه الأنماط‏.‏ وهذه المناسبة عندهم هي من لدن الحضرة العمائية وهي برزخية الكمال الأسمائي وإنما تنزل تفصيلها في الحقائق على ما هي عليه من المناسبة‏.‏ وإثبات هذه المناسبة عندهم إنما هو بحكم المشاهدة‏.‏ فإذا خلا صاحب الأسماء عن تلك المشاهدة وتلقى تلك المناسبة تقليداً كان عمله بمثابة عمل صاحب الطلسم بل هو أوثق منه كما قلناه‏.‏ وكذلك قد يمزج أيضاً صاحب الطلسمات عمله وقوى كواكبه بقوى الدعوات المؤلفة من الكلمات المخصوصة لمناسبة بين الكلمات والكواكب إلأ أن مناسبة الكلمات عندهم ليست كما هي عند أصحاب الأسماء من الاطلاع في حال المشاهدة وإنما يرجع إلى ما اقتضته أصول طريقتهم السحرية من اقتسام الكواكب لجميع ما في عالم المكونات من جواهر وأعراض وذوات ومعان والحروف والأسماء من جملة ما فيه‏.‏ فلكل واحد من الكواكب قسم منها يخصه ويبنون عى ذلك مباني غريبة منكرة من تقسيم سور القرآن وآيه على هذا النحو كما فعله مسلمة المجريطي في الغاية‏.‏ والظاهر من حال البوني في أنماطه أنه اعتبر طريقتهم‏.‏ فإن تلك الأنماط إذا تصفحتها وتصفحت الدعوات التي تصفنتها وتقسيمها على ساعات الكواكب السبعة ثم وقفت على الغاية وتصفحت قيامات الكواكب التي فيها وهي الدعوات التي تختص بكل كوكب ويسمونها قيامات الكواكب أي الدعوة التي يقام له بها شهد له ذلك‏:‏ إما بأنه من مادتها أو بأن التناسب الذي كان في أصل الإبداع وبرزخ‏.‏ العلم قضى بذلك كله‏.‏ ‏"‏ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ‏"‏‏.‏ وليس كل ما حرمه الشارع من العلوم بمنكر الثبوت فقد ثبت ان السحرحق مع حظره‏.‏ لكن حسبنا من العلم ما علمنا‏.‏ ومن الكلمات حرفية يوهمون أنها أصل في معرفة ما يحاولون علمه من الكائنات الاستقبالية وإنما هي شبه المعاياة والمسائل السيالة‏.‏ ولهم في ذلك كلام كثير من أدعية وأوراد‏.‏ وأعجبه زايرجه العالم للسبتي وقد تقدم ذكرها‏.‏ ونبين هنا ما ذكروه في كيفية العمل بتلك الزايرجة بدائرتها وجدولها المكتوب حولها ثم نكشف عن الحق فيها وأنها ليست من الغيب وإنما هي مطابقة بين مسألة وجوابها في الإفادة فقط وقد أشرنا إلى ذلك من قبل‏.‏ وليس عندنا رواية يعول عليها في صحة هذه القصيدة إلا أننا تحرينا أصح النسخ منها في ظاهر الامر‏.‏ والله الموفق بمنه‏.‏ وهي هذه‏:‏ يقول سبيتي ويحمد ربه مصل على هاد إلى الناس أرسلا محمد المبعوث خاتم الأنبيا ويرضى عن الصحب ومن لهم تلا ألا هذه زايرجة العالم الذي تراه بحيكم وبالعقل قد حلا فمن أحكم الوضع فيحكم جسمه ويدرك أحكاماً تدبرها العلا ومن أحكم الربط فيدرك قوة ويدرك للتقوى وللكل حصلا ومن أحكم التصريف يحكم سره ويعقل نفسه وصح له الولا وفي عالم الأمر تراه محققاً وهذا مقام من بالآذكار كملا فطاء ٌلها عرش وفيه نقوشنا بنظم ونثر قد تراه مجدولا ونسب دوائر كنسبة فلكها وارسم كواكباً لآدراجها العلا وأخرج لأوتار وارسم حروفها وكوربمثله على حد من خلا أقم شكل زيرهم وسو بيوته وحقق بهامهم ونورهم جلا وحصل علوماٌ للطباع مهندساً وعلماً لموسيقى والأرباع مثلا وسو لموسيقى وعلم حروفهم وعلم بآلات فحقق وحصلا وسو دوائرها ونسب حروفها وعالمها أطلق والإقليم جدولا أميرٌ لنا فهو نهاية دولة زناتية آبت وحكمٌ لها خلا وقطر لأندلس فابن لهودهم وجاء بنو نصر وظفرهم تلا ملوكٌ وفرسانٌ وأهلٌ لحكمة فإن شئت نصبهم وقطرهم حلا ومهدي توحيد بتونس حكمهم ملوكٌ وبالشرق بالأوفاق نزلا واقسم على القطر وكن متفقداً فإن شئت للروم فبالحر شكلا فقيصرهم جاء ويزدجردهم لكاف وقبطيهم بلامه طولا وعباس كلهم شريفٌ معظمٌ ولكن تركي بذا الفعل عطلا فإن شئت تدقيق الملوك وكلهم فختم بيوتاً ثم نسب وجدولا على حكم قانون الحروب وعلمها وعلم طبائعها وكله مثلا فمن علم العلوم تعلم علمنا ويعلم أسرار الوجود وأكملا فيرسخ علمه ويعرف ربه وعلم ملاحيم بحاميم فصلا وحيث أتى اسمٌ والعروض يشقه فحكم الحكيم فيه قطعا ليقتلا وتأتيك أحرف فسو لضربها وأحرف سبيويه تأتيك فيصلا فمكن بتنكير وقابل وعوضن بترنيمك الغالي للأجزاء خلخلا وفي العقد والمجزور يعرف غالباً وزد لمح وصفيه في العقل فعلا واختر لمطلع وسويه رتبةً واعكس بجذريه وبالدور عدلا ويدركها المرء فيبلغ قصده وتعطي حروفها وفي نظمها انجلا وأدخل بأفلاك وعدل بجدول وأرسم أباجاد وباقيه جملا وجوز شذوذ النوتجري ومثله أتى في عروض الشعرعن جملة ملا فأصلٌ لديننا وأصل لفقهنا وعلمٌ لنحونا فاحفظ وحصلا فادخل لفسطاط على الوفق جذره وسبح باسمه وكبرو هللا فتخرج أبياتاً وفي كل مطلب بنظم طبيعي وسرمن العلا وتفنى بحصرها كذا حكم عدهم فعلم الفواتيح ترى فيه منهلا فتخرج أبياتاً وعشرون ضعفت من الألف طبعياً فيا صاح جدولا تريك صنائعاً من الضرب أكملت فصح لك المنى وصح لك العلا وسجع بزيرهم وأثني بنقرة أقمها دوائر الزير وحصلا أقمها بأوفاق وأصل لعدها من أسرار أحرفهم فعذبه سلسلا 3 ك ا ك و ك ح و ا 5 عم له ر لا سع كط ا ل م ن ح ع ف و ل منافرة‏.‏ الكلام على استخراج نسبة الأوزان وكيفياتها ومقادير المقابل منها وقوة الدرجة المتميزة بالنسبة إلي موضع المعلق من امتزاج طبائع وعلم طب أيا طالباً للطب مع علم جابر وعالم مقدار المقادير بالولا إذا شئت علم الطب لا بد نسبة لأحكام ميزان تصادف منهلا فيشفى عليلكم والإكسير محكم وأمزاج وضعكم بتصحيح انجلا الطب الروحاني وشئت إيلاوش 565 ودهنه بحلا لبهرام برجيس وسبعة أكملا لتحليل أوجاع البوارد صححوا كذلك والتركيب حيث تنقلا كد منع مهم 355 وهح 6 صح لهاي ود ا آ ا وهح وى سكره لا ل ح مههت مههه ع ع مى مرح ح 2242 ل ك عا عر‏.‏ مطاريح الشعاعات في مواليد الملوك وبنيهم وعلم مطاريح الشعاعات مشكل وضلع قسيها بمنطقة جلا ولكن في حج مقام إمامنا ويبدو إذا عرض الكواكب عدلا بدال مراكز بين طول وعرضها فمن أدرك المعنى علا ثم فوضلا مواقع تربيع وسه مسقط لتسديسهم تثليث بيت التي تلا ومن نسبة الربعين ركب شعاعك بصاد وضعفة وتربيعه انجلا اختص صح ص ع 8 سع وى هذا العمل هنا للملوك والقانون مطرد عمله ولم ير أعجب منه‏.‏ مقامات الملوك المقام الأول 5 المقام الثاني مح مههم صع عر المقام الثالث ع ع والمقام الرابع للح المقام الخامس لاى المقام السادس ع بير المقام السابع عره خط الاتصال والانفصال ع 1 5 مح ط ق مح محح خط الانفصال الوتر للجميع وتابع الجر والتام الاتصال والانفصال الواجب التام في الاتصالات إقامة الأنوار الجزر المجيب في العمل إقامة السؤال عن الملوك مقام الا ولا أيا طالب السر لتهليل ربه لدى أسمائه الحسنى تصادف منهلا تطيعك أخيار الأنام بقلبهم كذلك ريسهم وفي الشمس أعملا ترى عامة الناس إليك تقيدوا وما قلته حقا وفي الغيرأهملا طريقك هذا السيل والسبل الذي أقوله غيركم ونصركموا اجتلى إذا شئت تحيا في الوجود مع التقى وديناً متيناً أوتكن متوصلا كذي النون والجنيد مع سر صنعة وفي سر بسطام أراك مسربلا وفي العالم العلوي تكون محدثا كذا قالت الهند وصوفية الملا طريق رسول الله بالحق ساطع وما حكم صنع مثل جبريل أنزلا فبطشك تهليل وقوسك مطلع ويوم الخميس البدء والأحد انجلى وفي جمعة أيضاً بالأسماء مثله وفي اثنين للحسنى تكون مكملا وفي طائه سر في هائه إذا أراك بها مع نسبة الكل أعطلا وساعة سعد شرطهم في نقوشها وعود ومصطكى بخور تحصلا وتتلو عليها آخر الحشر دعوة والإخلاص والسبع المثاني مرتلا اتصال أنوار الكواكب بلعاني لا هي ى لا ظ غ لد سع ق صح م ف وى وآية حشر فاجعل القلب وجهها واتلو إذا نام إلا نام ورتلا وآية حشر فاجعل القلب وجهها واتلو إذا نام إلا نام ورتلا هي السر في الأكوان لا شيء غيرها هي الآية العظمى فحقق وحصلا تكون بها قطباً إذ جدت خدمة وتدرك أسراراً من العالم العلا سري بها ناجى ومعروف قبله وباح بها الحلاج جهراً فأعقلا وكان بها الشبلي يدأب دائماً إلى أن رقى فوق المريدين واعتلى فصف من الأدناس قلبك جاهداً ولازم لأذكار وصم وتنقلا فما نال سر القوم إلامحقق عليم بأسرار العلوم محصلا مقامات المحبة وميل النفوس والمجاهدة والطاعة والعبادة وحب وتعشق وفناء الفناء وتوجه ومراقبة وخلة وأئمة الانفعال الطبيعي‏:‏ لبرجيس في المحبة الوفق صرفوا بقزدير أو نحاس الخلط أكملا وقيل بفضة صحيحاً رأيته فجعلك طالعاً خطوطه ماعلا توخ به زيادة النور للقمر وجعلك للقبول شمسه أصلا ودعوته بغاية فهي أعملت وعن طسيمان دعوة ولها جلا وقيل بدعوة حروف لوضعها بحر هواء أومطالب أهلا فتنقش أحرفاً بدال ولامها وذلك وفق للمربع حصلا إذا لم يكن يهوى هواك دلالها فدال ليبدو واو زينب معطلا فحسن لبائه وبائهم إذا هواك وباقيهم قليلة جملا ونقش مشاكل بشرط لوضعهم وما زدت أنسبه لفعلك عدلا ومفتاح مريم ففعلهما سوا فبوري وبسطامي بسورتها تلا وجعلك بالقصد وكن متفقداً أدلة وحشي لقبضة ميلا فاعكس بيوتها بألف ونيف فباطنها سر وفي سرها انجلا

  فصل في المقامات للنهاية

لك الغيب صورة من العالم العلا وتوجدها دار أو ملبسها الحلا ويوسف في الحسن وهذا شبيهه بنثر وترتيل حقيقة أنزلا ومات أجليه وأشرب حبها جنيد وبصرى والجسم أهملا فتطلب في التهليل غايته ومن بأسمائه الحسنى بلا نسبة خلا ومن صاحب الحسنى له الفوز بالمنى ويسهم بالزلفى لدى جيرة العلا وتخبر بالغيب إذا جدت خدمة تريك عجائباً بمن كان موئلا فهذا هو الفوز وحسن تناله ومنها زيادات لتفسيرها تلا الوصية والتختم والإيمان والإسلام والتحريم والإلهية فهذا قصيدنا وتسعون عده ومازاد خطبة وختماً وجدولا عجبت لأبيات وتسعون عدها تولد أبياتاً وماحصرها انجلا فمن فهم السر فيفهم نفسه ويفهم تفسيراً تشابه أشكلا حرام وشرعي لإظهار سرنا لناس وإن خصوا وكان التأهلا فإن شئت أهليه فغلظ يمينهم وتفهم برحلة ودين تطولا لعلك أن تنجو وسامع سرهم من القطع والافشا فترأس بالعلا وقام رسول الله في الناس خاطبا فمن يرأس عرشاً فذلك أكملا وقد ركب الأرواح أجساد مظهر فآلت لقتلهم بدق تطولا إلى العالم العلوي يفنى فناؤنا ويلبس أثواب الوجود على الولا فقد تم نظماً وصلى إلهنا على خاتم الرسل صلاة بها العلا وصلى إله العرش ذو المجد والعلا على سيد ساد الأنام وكملا محمد الهادي الشفيع إمامنا وأصحابه أهل المكارم والعلا كيفية العمل في استخراج أجوبة المسائل من زايرجة العالم بحول الله منقولاً عمن لقيناه من القائمين عليها‏:‏ السؤال له ثلاثمائة وستون جواباً عدة الدرج وتختلف الأجوبة عن سؤال واحد في طالع مخصوص باختلاف الأسئلة المضافة إلى حروف الأوتار وتناسب العمل من استخراج الأحرف من بيت القصيد‏.‏ تنبيه تركيب حروف الاوتار والجدول على ثلاثة أصول‏:‏ حروف عربية تنقل على هيآتها وحروف برسم الغبار‏.‏ وهذه تتبدل‏:‏ فمنها ما ينقل على هيئته متى لم تزد الأدوار عن أربعة فإن زادت عن أربعة نقلت إلى المرتبة الثانية من مرتبة العشرات وكلك لمرتبة المئين على حسب العمل كما سنبينه ومنها حروف برسم الزمام كذلك غير أن رسم الزمام يعطي نسبة ثانية فهي بمنزلة واحد ألف وبمنزلة عشرة ولها نسبة من خمسة بالعربي فاستحق البيت من الجدول أن توضع فيه ثلاثة حروف في هذا الرسم وحرفان في الرسم فاختصروا من الجدول بيوتاً خالية‏.‏ فمتى كانت أصول الأدوار زائدة على أربعة حسبت في العدد في طول الجدول وإن لم تزد على أربعة لم يحسب إلا العامر منها‏.‏ والعمل في السؤال يفتقر إلى سبعة أصول‏:‏ عدة حروف الأوتار وحفظ أدوارها بعد طرحها اثني عشر اثني عشر وهي ثمانية أدوار في الكامل وستة في الناقص أبداً‏.‏ ومعرفة درج الطالع وسلطان البرج والدور الأكبر الأصلي وهو واحد أبداً‏.‏ وما يخرج من إضافة الطالع للدور الأصلي وما يخرج من ضرب الطالع والدور في سلطان البرج‏.‏ وإضافة سلطان البرج للطالع والعمل جميعه ينتج عن ثلائة أدوار مضروبة في أربعة تكون اثني عشر دوراً‏.‏ ونسبة هذه الثلاثة الأدوار التي هي كل دور من أربعة نشأة وثلاثية كل نشأة لها ابتداء‏.‏ ثم إنها تضرب أدواراً رباعية أيضاً ثلاثية‏.‏ ثم إنها من ضرب ستة في اثنين فكان لها نشأة يظهر ذلك في العمل‏.‏ ويتبع هذه الأدوار الاثني عشر نتائج وهي في الأدوار إما أن تكون نتيجة أو فأول ذلك نفرض سؤالاً عن الزايرجة هل هي علم قديم أو محدث بطالع أول درجة من القوس أثناء حروف الأوتار ثم حروف السؤال‏.‏ فوضعنا حروف وتر رأس القوس ونظيره من رأس الجوزاء‏.‏ وثالثه وتر رأس الدلو إلى حد المركز وأضفنا إليه حروف السؤال ونظرنا عدتها وأقل ما تكون ثمانية وثمانين وأكثر ما تكون ستة وتسعين وهي جملة الدور الصحيح فكانت في سؤالنا ثلاثة وتسعين‏.‏ ويختصر السؤال إن زاد عن ستة وتسعين بأن يسقط جميع أدواره الإثني عشرية ويحفظ ما خرج منها وما بقي فكانت في سؤالنا سبعة أدوار الباقي تسعة أثبتها في الحروف ما لم يبلغ الطالع اثنتي عشرة درجة فإن بلغها لم تثبت لها عدة ولا دور‏.‏ ثم تثبت أعدادها أيضاً إن زاد الطالع عن أربعة وعشرين في الوجه الثالث ثم تثبت الطالع وهو واحد وسلطان الطالع وهو أربعة والدور الأكبر وهو واحدة واجمع ما بين الطالع والدور وهو اثنان في هذا السؤال واضرب ما خرج منهما في سلطان البرج يبلغ ثمانية وأضف السلطان للطالع فيكون خمسة فهذه سبعة أصول‏.‏ فما خرج من ضرب الطالع والدور الأكبر في سلطان القوس مما لم يبلغ اثني عشر فيه تدخل في ضلع ثمانية من أسفل الجدول صاعداً وإن زاد على اثني عشر طرح أدواراً وتدخل بالباقي في ضلع ثمانية وتعلم على منتهى العدد والخمسة المستخرجة من السلطان والطالع يكون الطالع في ضلع السطح المبسوط الأعلى من الجدول وتعد متوالياً خمسات أدواراً وتحفظها إلى أن يقف العدد على حرف من أربعة وهي ألف أو باء أو جيم أو زاي‏.‏ فوقع العدد في عملنا على حرف الألف وخلف ثلاثة أدوار فضربنا ثلاثة في ثلاثة كانت تسعة وهو عدد الدور الأول‏.‏ فأثبته واجمع ما بين الضلعين‏:‏ القائم والمبسوط يسكن في بيت ثمانية في مقابلة البيوت العامرة بالعدد من الجدول وإن وقف في مقابلة الخالي من بيوت الجدول على أحدها فلا يعتبر وتستمر على أدوارك‏.‏ وادخل بعدد ما في الدور الأول وذلك تسعة في صدر الجدول مما يلي البيت الذي اجتمعا فيه وهي ثمانية ماراً إلى جهة اليسار فوقع على حرف لام ألف ولا يخرج منها أبداً حرف مركب‏.‏ وإنما هو إذن حرف تاء أربعمائة برسم الزمام فعلم عليها بعد نقلها من بيت القصيد واجمع عدد الدور للسلطان يبلغ ثلاثة عشر ادخل بها في حروف الأوتار وأثبت ما وقع عليه العدد وعلم عليه من بيت القصيد‏.‏ ومن هذا القانون تدري كم تدور الحروف في النظم الطبيعي وذلك أن تجمع حروف الدور الأول وهو تسعة لسلطان البرج وهو أربعة تبلغ ثلاثة عشر أضعفها بمثلها تكون ستة وعشرين أسقط منها درج الطالع وهو واحد في هذا السؤال الباقي خمسة وعشرون‏.‏ فعلى ذلك يكون نظم الحروف الأول ثم ثلاثة وعشرون مرتين ثم اثنان وعشرون مرتين على حسب هذا الطرح إلى أن ينتهي للواحد من آخر البيت المنظوم‏.‏ ولا تقف على أربعة وعشرين لطرح ذلك الواحد أولاً‏.‏ ثم ضع الدور الثاني وأضف حروف الدور الأول إلى ثمانية الخارجة من ضرب الطالع والدور في السلطان تكن سبعة عشر الباقي خمسة‏.‏ فاصعد في ضلع ثمانية بخمسة من حيث انتهيت في الدور الأول وعلم عليه وادخل في صدر الجدول بسبعة عشر ثم بخمسة‏.‏ ولا تعد الخالي والدور عشرون فوجدنا حرف ثاء خمسمائة وإنما هو نون لأن دورنا في مرتبة العشرات لكانت الخمسمائة بخمسين لأن دورها سبعة عشر فلو لم تكن سبعة عشر لكانت مئين‏.‏ فأثبت نوناً ثم أدخل بخمسة أيضاً من أوله‏.‏ وانظر ما حاذى ذلك من السطح تجد واحداً فقهقر العدد واحداً يقع على خمسة أضف لها واحداً لسطح تكن ستة‏.‏ أثبت واواً وعلم عليها من بيت القصيد أربعة وأضفها للثمانية الخارجة من ضرب الطالع مع الدور في السلطان تبلغ اثني عشر أضف لها الباقي من الدور الثاني وهو خمسة تبلغ سبعة عشر وهو ما للدور الثاني‏.‏ فدخلنا بسبعة عشر في حروف الأوتار فوقع العدد على واحد‏.‏ أثبت الألف وعلم عليها من بيت القصيد وأسقط من حروف الأوتار ثلاثة حروف عدة الخارج من الدور الثاني وضع الدور الثالث وأضف خمسة إلى ثمانية تكن ثلاثة عشر الباقي واحد‏.‏ انقل الدور في ضلع ثمانية بواحد وادخل في بيت القصيد بثلاثة عشر وخذ ما وقع عليه العدد وهو ‏"‏ ق ‏"‏ وعلم عليه‏.‏ وأدخل بثلاثة عشر في حروف الأوتار وأثبت ما خرج وهو سين وعلم عليه من بيت القصيد ثم أدخل مما يلي السين الخارجة بالباقي من دور ثلاثة عشر وهو واحد فخذ مما يلي حرف سين من الأوتار فكان ‏"‏ ب‏(‏ ‏"‏ أثبتها وعلم عليها من بيت القصيد‏.‏ وهذا يقال له‏:‏ الدور المعطوف وميزانه صحيح وهو أن تضعف ثلاثة عشر بمثلها وتضيف إليها الواحد الباقي من الدور تبلغ سبعة وعشرين وهو حرف باء المستخرج من الأوتار من بيت القصيد‏.‏ وأدخل في صدر الجدول بثلاثة عشر وانظر ما قابله من السطح وأضعفه بمثله وزد عليه الواحد الباقي من ثلاثة عشر فكان حرف جيم وكانت للجملة سبعة فذلك حرف زاي فأثبتناه وعلمنا عليه من بيت القصيد‏.‏ وميزانه أن تضعف السبعة بمثلها وزد عليها الواحد الباقي من ثلاثة عشر يكن خمسة عشر وهو الخامس عشر من بيت القصيد وهذا آخر أدوار الثلاثيات وضع الدور الرابع وله من العدد تسعة بإضافة الباقي من الدور السابق فاضرب الطالع مع الدور في السلطان وهذا الدور آخر العمل في البيت الأول من الرباعيات‏.‏ فاضرب على حرفين من الأوتار واصعد بتسعة في ضلع ثمانية وادخل بتسعة من دور الحرف الذي أخذته آخراً من بيت القصيد فالتاسع حرف راء فأثبته وعلم عليه‏.‏ وادخل في صدر الجدول بتسعة وانظر ما قابلها من السطح يكون ‏"‏ ج ‏"‏ قهقر العدد واحداً يكون ألف وهو الثاني من حرف الراء من بيت القصيد فأثبته وعلم عليه‏.‏ وعد مما يلي الثاني تسعة يكون ألف أيضاً أثبته وعلم عليه واضرب على حرف من الأوتار وأضعف تسعة بمثلها تبلغ ثمانية عشر ادخل بها في حروف الأوتار تقف على حرف راء أثبتها وعلم عليها من بيت القصيد ثمانية وأربعين‏.‏ وادخل بثمانية عشر في حروف الأوتار تقف على ‏"‏ س ‏"‏ أثبتها وعلم عليها اثنين وأضف اثنين إلى تسعة تكون أحد عشر‏.‏ أدخل في صدر الجدول بأحد عشر تقابلها من السطح ألف أثبتها وعلم عليها ستة وضع الدور الخامس وعدته سبعة عشر الباقي خمسة‏.‏ اصعد بخمسة في ضلع ثمانية واضرب على حرفين من الأوتار وأضعف خمسة بمثلها وأضفها إلى سبعة عشر عدد دورها الجملة سبعة وعشرون ادخل بها في حروف الأوتار تقع على ‏"‏ ب ‏"‏ أثبتها وعلم عليها اثنين وثلاثين واطرح من سبعة عشر اثنين التي هي في أس اثنين وثلاثين الباقي خمسة عشر‏.‏ ادخل في حروف الأوتار تقف على ‏"‏ ق ‏"‏ أثبتها وعلم عليها ستة وعشرين وأدخل في صدر الجدول بست وعشرين تقف على اثنين بالغبار وذلك حرف ‏"‏ ب ‏"‏ أثبته وعلم عليه أربعة وخمسين وأضرب على حرفين من الأوتار وضع الدور السادس وعدته ثلاثة عشر الباقي منه واحد فتبين إذ ذاك أن دور النظم من خمسة وعشرين فإن الأدوار خمسة وعشرون وسبعة عشر وخمسة وثلاثة عشر وواحد فاضرب خمسة في خمسة تكن خمسة وعشرين وهو الدور في نظم البيت فانقل الدور في ضلع ثمانية بواحد‏.‏ ولكن لم يدخل في بيت القصيد بثلاثة عشر كما قدمناه لأنه دور ثان من نشأة تركيبية ثانية بل أضفنا الأربعة التي من أربعة وخمسين الخارجة على حروف ‏"‏ ب ‏"‏ من بيت القصيد إلى الواحد تكون خمسة تضيف خمسة إلى ثلاثة عشر التي للدور تبلغ ثمانية عشر أدخل بها في صدر الجدول وخذ ما قابلها من السطح وهو ألف أثبته وعلم عليه من بيت القصيد اثني عشر واضرب على حرفين من الأوتار‏.‏ ومن هذا الجدول تنظر أحرف السؤال فما خرج منها زده مع بيت القصيد من آخره وعلم عليه من حروف السؤال ليكون داخلاً في العدد في بيت القصيد وكذلك تفعل بكل حرف حرف بعد ذلك مناسباً لحروف السؤال فما خرج منها زده على بيت القصيد من آخره وعلم عليه ثم أضف إلى ثمانية عشر ما علمته على حرف الألف من الآحاد فكان اثنين تبلغ الجملة عشرين‏.‏ أدخل بها في حروف الأوتار تقف على حرف راء أثبته وعلم عليه من بيت القصيد ستة وتسعين وهو نهاية الدور في الحرف الوتري‏.‏ فاضرب على حرفين من الأوتار وضع الدور السابع وهو ابتداء لمخترع ثان ينشأ من الاختراعين‏.‏ ولهذا الدور من العدد تسعة تضيف لها واحداً تكون عشرة للنشأة الثانية وهذا الواحد تزيده بعد إلى اثني عشر دوراً إذا كان من هذه النسبة أو تنقصه من الأصل تبلغ الجملة خمسة عشر‏.‏ فاصعد في ضلع ثمانية وتسعين وادخل في صدر الجدول بعشرة تقف على خمسمائة وإنما هي خمسون نون مضاعفة بمثلها وتلك ‏"‏ ق ‏"‏ أثبتها وعلم عليها من بيت القصيد اثنين وخمسين وأسقط من اثنين وخمسين اثنين وأسقط تسعة التي للدور الباقي واحد وأربعون فأدخل بها في حروف الأوتار تقف على واحد أثبته‏.‏ وكذلك أدخل بها في بيت القصيد تجد واحداً فهذا ميزان هذه النشأة الثانية فعلم عليه من بيت القصيد علامتين‏.‏ علامة على الأف الأخير الميزاني وأخرى على الألف الأولى فقط والثانية أربعة وعشرون واضرب على حرفين من الأوتار وضع الدور الثامن وعدته سبعة عشر الباقي خمسة أدخل في ضلع ثمانية وخمسين وأدخل في بيت القصيد بخمسة تقع على عين بسبعين أثبتها وعلم عليها‏.‏ وأدخل في الجدول بخمسة وخذ ما قابلها من السطح وذلك واحد أثبته وعلم عليه‏.‏ من البيت ثمانية وأربعين وأسقط واحداً من ثمانية وأربعين للأس الثاني وأضف إليها خمسة الدور‏.‏ الجملة اثنان وخمسون‏.‏ أدخل بها في صدر الجدول تقف على حرف ‏"‏ ب ‏"‏ غبارية وهي مرتبة مئينية لتزايد العدد فتكون مائتين وهي حرف راء أثبتها وعلم عليها من القصيد أربعة وعشرين فانتقل الأمر إلى ستة وتسعين إلى الابتداء وهو أربعة وعشرون فأضف إلى أربعة وعشرين خمسة الدور وأسقط واحداً تكون الجملة ثمانية وعشرين‏.‏ أدخل بالنصف منها في بيت القصيد تقف على ثمانية أثبت ‏"‏ 2 ‏"‏ وعلم عليها وضع الدور التاسع وعدده ثلاثة عشر الباقي واحد اصعد في ضلع ثمانية بواحد‏.‏ وليست نسبة العمل هنا كنسبتها في الدور السادس لتضاعف العدد ولأنه من النشأة الثانية ولأنه أول الثلث الثالث من مربعات البروج وآخر الستة الرابعة من المثلثات‏.‏ فاضرب ثلاثة عشر التي للدور في أربعة التي هي مثلثات البروج السابقة الجملة اثنان وخمسون أدخل بها في صدر الجدول تقف على حرف اثنين غبارية وإنما هي مئينية لتجاوزها في العدد عن مرتبتي الآحاد والعشرات فأثبته مائتين راء وعلم عليها من بيت القصيد ثمانية وأربعين وأضف إلى ثلاثة عشر الدور واحد الأس وأدخل بأربعة عشر في بيت القصيد تبلغ ثمانية فعلم عليها ثمانية وعشرين واطرح من أربعة عشر سبعة يبقى سبعة اضرب على حرفين من الأوتار وادخل بسبعة تقف على حرف لام أثبته وعلم عليه من البيت‏.‏ وضع الدور العاشر وعدده تسعة وهذا ابتداء المثلثة الرابعة واصعد في ضلع ثمانية بتسعة تكون خلاء فاصعد بتسعة ثانية تصير في السابع من الابتداء‏.‏ اضرب تسعة في أربعة لصعودنا بتسعتين وإنما كانت تضرب في اثنين وأدخل في الجدول بستة وثلاثين تقف على أربعة زمامية وهي عشرية فأخذناها أحادية لقلة الأدوار فأثبت حرف دال وإن أضفت إلى ستة وثلاثين واحد الأس كان حدها من بيت القصيد فعلم عليها ولو دخلت بالتسعة لا غير من ضرب في صدر الجدول لوقف على ثمانية فاطرح من ثمانية أربعة الباقي أربعة وهو المقصود‏.‏ ولو دخلت في صدر الجدول بثمانية عشر التي هي تسعة في اثنين لوقف على واحد زمامي وهو عشري فاطرح منه اثنين تكرار التسعة الباقي ثمانية نصفها المطلوب‏.‏ ولو دخلت في صدر الجدول بسبعة وعشرين بضربها في ثلاثة لوقعت على عشرة زمامية والعمل واحد‏.‏ ثم أدخل بتسعة في بيت القصيد وأثبت ما خرج وهو ألف ثم اضرب تسعة في ثلاثة التي هي مركب تسعة الماضية وأسقط واحدا وأدخل في صدر الجدول بستة وعشرين وأثبت ما خرج وهو مائتان بحرف راء وعلم عليه من بيت القصيد ستة وتسعين‏.‏ واضرب على حرفين من الأوتار وضع الدور الحادي عشر وله سبعة عشر الباقي خمسة اصعد في ضلع ثمانية بخمسة وتحسب ما تكرر عليه المشي في الدور الأول وأدخل في صدر الجدول بخمسة تقف على خال فخذ ما قابله من السطح وهو واحد فأدخل بواحد في بيت القصيد تكن سين أثبتة وعلم عليه أربعة‏.‏ ولو يكون الوقف في الجدول على بيت عامر لأثبتنا الواحد ثلاثة‏.‏ وأضعف سبعة عشر بمثلها وأسقط واحداً وأضعفها بمثلها وزدها أربعة تبلغ سبعة وثلاثين أدخل بها في الأوتار تقف على ستة أثبتها وعلم عليها وأضعف خمسة بمثلها‏.‏ وأدخل في البيت تقف على لام أثبتها وعلم عليها عشرين واضرب على حرفين من الأوتار‏.‏ وضع الدور الثاني عشر وله ثلاثة عشر الباقي واحد اصعد في ضلع ثمانية بواحد وهذا الدور آخر الأدوار وآخر الاختراعين وآخر المربعات الثلاثية وآخر المثلثات الرباعية‏.‏ والواحد في صدر الجدول يقع على ثمانين زمامية وإنما هي آحاد ثمانية وليس معنا من الأدوار إلا واحد فلو زاد عن أربعة من مربعات اثني عشر أو ثلاثة من مثلثات اثني عشر لكانت ‏"‏ ح ‏"‏ وإنما هي ‏"‏ د ‏"‏ فأثبتها وعلم عليها من بيت القصيد أربعة وسبعين ثم انظر ما ناسبها من السطح تكن خمسة أضعفها بمثلها للأس تبلغ عشرة أثبت ‏"‏ ى ‏"‏ وعلم عليها وانظر في أي المراتب وقعت‏:‏ وجدناها في الرابعة دخلنا بسبعة في حروف الأوتار وهذا المدخل يسمى التوليد الحرفي فكانت ‏"‏ ف ‏"‏ أثبتها وأضف إلى سبعة واحد الدور الجملة ثمانية‏.‏ أدخل بها في الاوتار تبلغ ‏"‏ س ‏"‏ أثبتها وعلم عليها ثمانية واضرب ثمانية في ثلاثة الزائدة على عشرة الدور فإنها آخر مربعات الأدوار بالمثلثات تبلغ أربعة وعشرين أدخل بها في بيت القصيد وعلم على ما يخرج منها وهو مائتان وعلامتها ستة وتسعون وهو نهاية الدور الثاني في الأدوار الحرفية واضرب على حرفين من الأوتار وضع النتيجة الأولى ولها تسعة‏.‏ وهذا العدد يناسب أبداً الباقي من حروف الأوتار بعد طرحها أدواراً وذلك تسعة فاضرب تسعة في ثلاثة التي هي زائدة على تسعين من حروف الأوتار وأضف لها واحداً الباقي من الدور الثاني عشر تبلغ ثمانية وعشرين فادخل بها في حروف الأوتار تبلغ ألفاً أثبته وعلم عليه ستة وتسعين‏.‏ وإن ضربت سبعة التي هي أدوار الحروف التسعينية في أربعة وهي الثلاثة الزائدة على تسعين والواحد الباقي من الدور الثاني عشر كان كذلك واصعد في ضلع ثمانية بتسعة وادخل في الجدول بتسعة تبلغ اثنين زمامية‏.‏ واضرب تسعة فيما ناسب من السطح وذلك ثلاثة وأضف لذلك سبعة عدد الأوتار الحرفية واطرح واحداً الباقي من دور اثني عشر تبلغ ثلاثة وثلاثين ادخل بها في البيت تبلغ خمسة فأثبتها وأضف تسعة بمثلها وادخل في صدر الجدول بثمانية عشر وخذ ما في السطح وهو واحد ادخل به في حروف الأوتار تبلغ ‏"‏ م ‏"‏ أثبته وعلم عليه واضرب على حرفين من الأوتار‏.‏ وضع النتيجة الثانية ولها سبعة عشر الباقي خمسة فاصعد في ضلع ثمانية بخمسة واضرب خمسة في ثلاثة الزائدة على تسعين تبلغ خمسة عشر أضف لها واحداً الباقي من الدور الثاني عشر تكن تسعة وادخل بستة عشر في بيت القصيد تبلغ ‏"‏ ت ‏"‏ أثبته وعلم عليه أربعة وستين وأضف إلى خمسة الثلاثة الزائدة على تسعين وزد واحداً الباقي من الدور الثاني عشر يكن تسعة ادخل بها في صدر الجدول تبلغ ثلاثين زمامية وانظر ما في السطح تجد واحداً أثبته وعلم عليه من بيت القصيد وهو التاسع أيضاً من البيت وادخل بتسعة في صدر الجدول تقف على ثلاثة وهي عشرات فأثبت لام وعلم عليه وضع النتيجة الثالثة وعددها ثلاثة عشر الباقي واحد‏.‏ فانقل في ضلع ثمانية بواحد وأضف إلى ثلاثة عشر الثلاثة الزائدة على التسعين وواحد الباقي من الدور الثاني عشر تبلغ سبعة عشر وواحد والمثال في هذا السؤال السابق‏:‏ أردنا أن نعلم أن هذه الزايرجة علم محدث أو قديم بطالع أول درجة من القوس أثبتنا حروف الأوتار ثم حروف السؤال ثم الأصول وهي عدة الحروف ثلاثة وتسعون أدوارها سبعة الباقي منها تسعة الطالع واحد سلطان القوس أربعة الدور الأكبر واحد درج الطالع مع الدور اثنان ضرب الطالع مع الدور في السلطان ثمانية إضافة السلطان للطالع خمسة بيت القصيد‏.‏ سؤال عظيم الخلق حزت فصن إذن غرائب شك ضبطه الجد مثلاً حروف الأوتار‏:‏ ص ط 5 رث ك ه م ص ص ون ب ه س ا ن ل م ن ص ع ف ص ورس ك ل م ن ص ع ف ض ق رس ت خ ذ ظ غ ش ط ى ع ح ص روح رو ح ل ص ك ل م ن ص اب ج ده وزح ط ى‏.‏ حروف السؤال 1 ل ز ا ى ر ج ة ع ل م م ح دث ام ق د ى م الدور الأول 9 الدور الثاني 7 الباقي 5 الدور الثالث 13 الباقي ا الدور الرابع 9 الدور الخامس 17 الباقي ه الدور السادس 13 الباقي ا الدور السابع 9 الدور الثامن 17 الباقي 5 الدور التاسع 13 الباقي ا الدور العاشر 13 الدور الحادي عشر 17 الباقي 5 الدور الثاني عشر 13 الباقي ا النتيجة الأولى 9 النتيجة الثانية 17 الباقي 5 النتيجة الثالثة 13 الباقي ا س‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 1 ن‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 22 و‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 2 غ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 23 ا‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 3 ر‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 24 ل‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 4 ا‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 25 ع‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 5 ى‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 26 ظ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 6 ب‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 27 ى‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 7 ش‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 28 م‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 8 ك‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 29 ا‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 9 ض‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 30 ل‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 10 ب‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 31 خ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 11 ط‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 32 ل‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 12 ه‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 33 ق‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 13 ا‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 34 ح‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 14 ل‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 35 ت‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 16 د‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 37 ف‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 17 م‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 38 ص‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 18 ث‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 39 ن‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 19 ل‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 40 ا‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 20 ا‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ 41 ف و ز ا و س ر ر ا ا س ا ب ا ر ق ا ع ا ر ص ح ر ح ل د ا ر س ا ل د ى و س ر ا د م ن ا ل ل‏.‏ دورها على خمسة وعشرين ثم على ثلاثة وعشرين مرتين ثم على واحد وعشرين مرتتين إلى أن تنتهي إلى الواحد من آخر البيت وتنتقل الحروف جميعاً والله أعلم ن ف ر و ح روح ا ل ودس اد ر رس ره ا ل درى س وا ن س د روا ب لا ام رب و ا ا ل ع ل ل‏.‏ هذا آخر الكلام في استخراج الأجوبة من زايرجة العالم منظومة‏.‏ وللقوم طرائق أخرى من غير الزايرجة يستخرجون بها أجوبة المسائل غير منظومة‏.‏ وعندهم أن السر في استخراج الجواب منظوماً من الزايرجة إنما هو مزجهم بيت مالك بن وهيب وهو‏:‏ سؤال عظيم الخلق البيت ولذلك يخرج الجواب على رويه‏.‏ وأما الطرق الأخرى فيخرج الجواب غير منظوم‏.‏ فمن طرائقهم

  فصل في الاطلاع على الأسرار الخفية من جهة الارتباطات الحرفية

اعلم أرشدنا الله وإياك أن هذه الحروف أصل الأسئلة في كل قضية وإنما تستنتج الأجوبة على تجزئته بالكلية وهي ثلاثة وأربعون حرفاً كما ترى والله علام الغيوب ا و ل ا ع ظ س ا ل م خ ى د ل ز ق ت ا ر ذ ص ف ن غ ش ا ك ك ى ب م ض ب ح ط ل ج ه د ن ل ا‏.‏ وقد نظمها بعض الفضلاء في بيت جعل فيه كل حرف مشدد من حرفين وسماه القطب فقال‏:‏ سؤال عظيم الخلق حزت فصن إذن غرائب شك ضبطة الجد مثلا فإذا اردت استنتاج المسألة فاحذف ما تكرر من حروفها وأثبت ما فضل منه‏.‏ ثم احذف من الأصل وهو القطب لكل حرف فضل من المسألة حرفاً يماثله وأثبت ما فضل منه‏.‏ ثم امزح الفضلين في سطر واحد تبدأ بالأول من فضله والثاني من فضل المسألة‏.‏ وهكذا إلى أن يتم الفضلان أو ينفد أحدهما قبل الآخر فتضع البقية على ترتيبها‏.‏ فإذا كان عدد الحروف الخارجة بعد المزج موافقاً لعدد حروف الأصل قبل الحذف فالعمل صحيح فحينئذ تضيف إليها خمس نونات لتعدل بها الموازين الموسيقية وتكمل الحروف ثمانية وأربعين حرفاً فتعمر بها جدولاً مربعاً يكون آخر ما في السطر الأول أول ما في السطر الثاني وتنقل البقية على حالها وهكذا إلى أن تتم عمارة الجدول‏.‏ ويعود السطر الأول بعينه وتتوالى الحروف في القطر على نسبة الحركة ثم تخرج وتر كل حرف بقسمة مربعة على أعظم جزء يوجد له وتضع الوتر مقابلاً لحرفه ثم تستخرج النسب العنصرية للحروف الجدولية وتعرف قوتها الطبيعية وموازينها الروحانية وغرائزها النفسانية وأسوسها الأصلية من الجدول الموضوع لذلك وهذه صورته‏.‏ ثم تأخذ وتر كل حرف بعد ضربه في أسوس أوتاد الفلك الأربعة واحذر ما يلي الأوتاد وكذلك السواقط لأن نسبتها مضطربة‏.‏ وهذا الخارج هو أول رتب السريان‏.‏ ثم تأخذ مجموع العناصر وتحط منها أسوس المولدات يبقى أس عالم الخلق بعد عروضه للمدد الكونية فتحمل عليه بعض المجردات عن المواد وهي عناصر الإمداد يخرج أفق النفس الأوسط وتطرح أول رتب السريان من مجموع العناصر يبقى عالم التوسط‏.‏ وهذا مخصوص بعوالم الأكوان البسيطة لا المركبة‏.‏ ثم تضرب عالم التوسط في أفق النفس الأوسط يخرج الأفق الأعلى فتحمل عليه أول رتب السريان ثم تطرح من الرابع أول عناصر الإمداد الأصلي يبقى ثالث رتبة السريان فتضرب مجموع أجزاء العناصر الأربعة أبداً في رابع مرتبة السريان يخرج أول عالم التفصيل والثاني في الثاني يخرج ثاني عالم التفصيل والثالث في الثالث يخرج ثالث عالم التفصيل والرابع في الرابع يخرج رابع عالم التفصيل‏.‏ فتجمع عوالم التفصيل وتحط من عالم الكل تبقى العوالم المجردة فتقسم على الأفق الأعلى يخرج الجزء الأول ويقسم المنكسر على الأفق الأوسط يخرج الجزء الثاني وما انكسر فهو الثالث ويتعين الرابع هذا في الرباعي‏.‏ وإن شئت أكثر من الرباعي فتستكثر من عوالم التفصيل ومن رتب السريان ومن الأوفاق بعد الحروف‏.‏ والله يرشدنا وإياك‏.‏ وكذلك إذا قسم عالم التجريد على أول رتب السريان خرج الجزء الأول من عالم التركيب وكذلك إلى نهاية الرتبة الأخيرة من عالم الكون‏.‏ فافهم وتدبر والله المرشد المعين‏.‏ ومن طريقهم أيضاً في استخراج الجواب قال بعض المحققين منهم‏:‏ اعلم أيدنا الله وإياك بروح منه أن علم الحروف جليل يتوصل العالم به لما لا يتوصل بغيره من العلوم المتداولة بين العالم وللعمل به شرائط تلتزم‏.‏ وقد يستخرج العالم أسرار الخليقة وسرائر الطبيعة فيطلع بذلك على نتيجتي الفلسفة أعني السيميا وأختها ويرفع له حجاب المجهولات ويطلع بذلك على مكنون خبايا القلوب‏.‏ وقد شهدت جماعة بأرض المغرب ممن اتصل بذلك فأظهر الغرائب وخرق العوائد وتصرف في الوجود بتأييد الله‏.‏ واعلم أن ملاك كل فضيلة الاجتهاد وحسن الملكة مع الصبر مفتاح كل خير كما أن الخرق والعجلة رأس الحرمان فأقول‏:‏ إذا أردت ان تعلم قوة كل حرف من حروف الفابيطوس أعني أبجد إلى آخر العدد وهذا أول مدخل من علم الحروف فانظر ما لذلك الحرف من الأعداد فتلك الدرجة التي هي مناسبة للحرف هي قوته في الجسمانيات‏.‏ ثم اضرب العدد في مثله تخرج لك قوته في الروحانيات وهي وتره‏.‏ وهذا في الحروف المنقوطة لا يتم بل يتم لغير المنقوطة لأن المنقوطة منها مراتب لمعان يأتي عليها البيان فيما بعد‏.‏ واعلم أن لكل شكل من أشكال الحروف شكلاً في العالم العلوي أعني الكرسي ومنها المتحرك والساكن والعلوي والسفلي كما هو مرقوم في أماكنه من الجداول الموضوعة في الزيارج‏.‏ واعلم أن قوى الحروف ثلاثة أقسام‏:‏ الأول وهو أقلها قوة تظهر بعد كتابتها فتكون كتابته لعالم روحاني مخصوص بذلك الحرف المرسوم فمتى خرج ذلك الحرف بقوة نفسانية وجمع همة كانت قوى الحروف مؤثرة في عالم الأجسام‏.‏ الثاني قوتها في الهيئة الفكرية وذلك ما يصدر عن تصريف الروحانيات لها فهي قوة في الروحانيات العلويات وقوة شكلية في عالم الجسمانيات‏.‏ الثالث وهو يجمع الباطن أعني القوة النفسانية على تكوينه فتكون قبل النطق به صورة في النفس بعد النطق به صورة في الحروف وقوة في النطق‏.‏ وأما طبائعها فهي الطبيعيات المنسوبة للمتولدات في الحروف وهي الحرارة واليبوسة والحرارة والرطوبة والبرودة واليبوسة والبرودة والرطوبة فهذا سر العدد اليماني والحرارة جامعة للهواء والنار وهما‏:‏ ‏"‏ 1 ه ط م ف ش ذ ج ز ك س ق ظ ‏"‏ والبرودة جامعة للهواء والماء ‏"‏ ب و ى ن ص ت ض دح ل ع رخ غ ‏"‏ واليبوسة جامعة للنار والأرض ‏"‏ 1 ه ط م ف ش ذ ب وى ن ص ت ض ‏"‏ فهذه نسبة حروف الطبائع وتداخل أجزاء بعضها في بعض‏.‏ وتداخل أجزاء العالم فيها علويات وسفليات بأسباب الأمهات الأول أعني الطبائع الأربع المنفردة فمتى أردت استخراح مجهول من مسئلة ما فحقق طالع السائل أو طالع مسئلته واستنطق حروف أوتارها الأربعة‏:‏ الأول والرابع والسابع والعاشر مستوية مرتبة واستخرج أعداد القوى والأوتار كما سنبين واحمل وانسب واستنتج الجواب يخرج لك المطلوب إما بصريح اللفظ أو بالمعنى‏.‏ وكذلك في كل مسئلة تقع لك‏.‏ بيانه‏:‏ إذا أرددت أن تستخرج قوى حروف الطالع مع اسم السائل والحاجة فاجمع أعدادها بالجمل الكبير فكان الطالع الحمل رابعه السرطان سابعه الميزان عاشره الجدي وهو أقوى هذه الأوتاد فأسقط من كل برج حرفي التعريف وانظر ما يخص كل برج من الأعداد المنطقة الموضوعة في دائرتها واحذف أجزاء الكسر في النسب الاستنطاقية كلها وأثبت تحت كل حرف ما يخصه من ذلك ثم أعداد حروف العناصر الأربعة وما يخصها كالأول‏.‏ وارسم ذلك كله أحرفاً ورتب الأوتاد والقوى والقرائن سطراً ممتزجاً‏.‏ وكسر واضرب ما يضرب لاستخراج الموازين واجمع واستنتج الجواب يخرج لك الضمير وجوابه‏.‏ مثاله افرض أن الطالع الحمل كما تقدم ترسم ‏"‏ ح م ل ‏"‏‏:‏ فللحاء من العدد ثمانية لها النصف والربع والثمن ‏"‏ دب ا ‏"‏ الميم لها من العدد أربعون لها النصف والربع والثمن والعشر ونصف العشر إذا آردت التدقيق ‏"‏ م ك ى 5 د ب ‏"‏ اللام لها من العدد ثلاثون لها النصف والثلثان والثلث والخمس والسدس والعشر ‏"‏ ك ى وه ج ‏"‏‏.‏ وهكذا تفعل بسائر حروف المسألة والاسم من كل لفظ يقع لك‏.‏ وأما استخراح الأوتار فهو أن تقسم مربع كل حرف على أعظم جزء يوجد له‏.‏ مثاله‏:‏ حرف ‏"‏ د ‏"‏ له من الأعداد أربعة مربعها ستة عشر اقسمها على أعظم جزء يوجد لها وهو اثنان يخرج وتراً لدال ثمانية‏.‏ ثم تضع كل وترمقابلاً لحرفه‏.‏ ثم تستخرج النسب العنصرية كما تقدم في شرح الاستنطاق ولها قاعدة تطرد في استخراجها من طبع الحروف وطبع البيت الذي يحل فيه من الجدول كما ذكر الشيخ لمن عرف الاصطلاح‏.‏ والله أعلم‏.‏